عاصفة «الحميمين» تلفُّ الشرقية وطوارئ بالمستشفيات

واصلت موجة الغبار الشديدة انتشارها في أنحاء المنطقة الشرقية ، وشهدت مدن المنطقة غبارا كثيفا بدأ منذ الساعات الاولى لصباح أمس واستخدم عدد كبير من المواطنين الكمامات الواقية في محاولة لمواجهة الموجة الشديدة من الغبار.وقال الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك د.خالد بن صالح الزعاق في تعقيبه على الأجواء التي تعيشها الشرقية ينتهي الآن موسم الحميم الأول الذي بدأ 17 مارس ونحن على مشارف موسم الحميم الثاني والذي يتزامن دخوله مع بداية شهر أبريل ومدة موسم الحميمين 26 يوماً، وهو موسم يتسم بالعنف المناخي ،حيث إنه الحد الفاصل بين الربيع والصيف الفعلي وهو لا يدخل بنعومة بل بخشونة شديدة.مضيفا: إن هذا ما حصل بالفعل خلال هذين اليومين فقد تأثرنا بمرتفع جوي قادم من الشمال الغربي وصلت سرعة الرياح فيه نحو 60 كيلو مترا في بعض المناطق ،وهذا المرتفع مر على مساحات واسعة وشاسعة وحمل معه الغبار والأتربة الخفيفة من الصحارى التي قل فيها سقوط المطر على صحراء العراق وإيران والكويت الأمر الذي جعل التربة مخلخلة في هذه المناطق وهي القنطرة التي تصل منها الرياح إلينا وعند انخفاضه إلى مستوى سطح الأرض نفث الغبار الذي في جوفه فأثر ذلك على مناطق الشمال ومناطق الوسطى تدنت معها الرؤية مع انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة بسبب برودة المناطق القادم منها.
وبين الزعاق أن هذه التخلخلات ستظل هي السائدة خلال الأيام القادمة حتى يتمايز فصل الربيع من الشتاء مع دخول موسم الكنة في نهاية شهر أبريل علماً بأن التوقعات المناخية تشير إلى أن هذه السنة من السنوات الغبارية فللغبار الكثيف دورة مناخية مدتها ست سنوات تقريباً ففي عام 2004م تعرضنا لهجمات غبارية كثيفة متتالية ومن المحتمل أن هجمات الغبار الكثيفة تعيد سيرتها الأولى.والغبار الكثيف يتشكل نتيجة اختلاط الغبار المستورد مع الغبار المستوطن .
وذكر الزعاق أن الغبار ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد مستوى عصف الريح وهو من الأمور الفجائية فلا أحد يدري من أية نقطة يهبّ ولا في أية ساعةٍ سيتبدّد، وأن أسباب حدوثه قائمة ودائمة تتجمع أحياناً، وتتفرق أحيانا أخرى لكنها تصْنعه وتُثيره عوامل عدة وفي هذه السنة تكاتفت العوامل فأصبح قرين وجه السماء خلال الفترة الراهنة وغالباً يخرج الغبار من رحم الرياح الموسمية وتنشأ هذه الرياح نتيجة لاختلافات محلية في نظام الضغط الجوي بسبب وجود كتل يابسة كبيرة بجوار مسطحات مائية واسعة مما يؤدي إلى اختلاف حاد في نظام الضغط الجوي على كل منهما في الصيف والشتاء ومن عادة الرياح إذا اشتدت اشتد معها إثارة الغبار وكذلك فإن حرارة الشمس السطحية إذا اشتدت فإنها تزيد من شدة إثارة الغبار.
وأوضح الزعاق أن الغبار يتبع كثافته نوع الأرض التي يمر عليها أو يثار منها ،ومؤثرات الغبار لا تكون على وتيرة واحدة فهناك المؤثرات الثانوية الأخرى مثل الرطوبة أو انحراف الرياح أو المنخفضات أو المرتفعات الجوية .
وعندما تمر الرياح الغبارية على أي مكان فإنه يؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية عند سطح الأرض إلى الصفر كما يؤدي إلى ترسيب طبقة سميكة من الغبار الناعم على كل ما يقع في طريقه .
وفي فصل الربيع كثيرا ما يعقب مرورها سقوط بعض الأمطار مما يساعد على تنظيف الجو من الغبار.
من جانبه قال مدير مرور محافظة القطيف العقيد متعب بن قويد و الناطق الإعلامي باسم مرور الشرقية مدير شعبة السلامة بمرور الدمام الرائد علي الزهراني: إن الحركة المرورية طبيعية ،حيث لم تشهد المنطقة الشرقية حوادث بسبب الغبار الذي داهم المنطقة أمس .
وأضاف: إن الأمر لا يتعدى الحوادث اليومية التي تأتي بالمعدل الطبيعي,محذرين قائدي المركبات على الطرق السريعة بتوخي الحذر وعدم استخدام السرعة الزائدة نظرا لتدني الرؤية التي وصلت إلى أقل من كيلو متر حفاظا على أرواحهم وأرواح الآخرين.